قادة محور المقاومة ضمن فعالية “منبر القدس”: ماضون في إسناد غزة حتى النصر

تحت عنوان “منبر القدس” أقامت اللجنة الدولية لإحياء يوم القدس احتفالًا جماهيريًا اليوم 3 نيسان/ 2024، في مختلف بلدان المنطقة، تحدث خلاله قادة محور المقاومة، إذ أكّدوا المضي في مساندتهم للشعب الفلسطيني وأن طريق القدس لن تمر دون جهاد وتضحيات، وأن وحدة الساحات أرعبت جيوش الاستكبار.
بداية أي من الذكر الحكيم تلاه القارئ الدولي مصطفى شقير:
ثم النشيد الوطني اللبناني والفلسطيني والعراقي والإيراني واليمني
كلمة ترحيبية من الأستاذ حمزة البشتاوي:
ارحب بكم في منبر القدس الذي سيتحدث فيه قادة محور المقاومة لشعوب العالم التي أصبحت تعتبر يوم القدس العالمي بمثابة الماء العذب للشعوب العطشى لنصرة الحق ورفض الظلم والعدوان والاحتلال.
القدس في يومها العالمي هي الفكرة والروح وهي المحور والبوصلة والطريق الصحيح هي الأصل الثابت والمتين، ويوم القدس هو يوم كل فلسطين هو يوم غزة التي ترفع راية الجهاد نصر او استشهاد.
الأمين العام لحركة النجباء العراقية الشيخ أكرم الكعبي:
– أكّد الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، أنّ كيان الإحتلال الإسرائيلي أصبح في حالة ضعف شديد ويرتبك في مواجهة مقاوم فلسطيني يخرج في الضفة أو القدس، لافتًا إلى أنّ هروب المستوطنين إلى بلدانهم الأصلية علامة واضحة على انهيار الكيان.
وقال الشيخ الكعبي إنّ “المقاومة الإسلامية العراقية بكل فصائلها المجاهدة تتقدم بالتحية والشموخ والفخر إلى غزة الصمود والعزة والإباء، ونقول إنّنا معكم ولن نتخلى عنكم وان عملياتنا مستمرة على مستوطنات الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى مطاراته ومنشآته وقواعده العسكرية”
.
وفي السياق، نوّه الشيخ الكعبي إلى أنّ “يد المقاومة الإسلاميّة العراقية طالت قواعد الكيان الصهيوني في الجولان المحتل، وأهدافا حيوية قرب البحر الميت، وأسدود، والمستعمرات في حيفا وأم الرشراش أو ما يسميها العدو بإيلات، وسنطال ما هو أهم وأخطر من ذلك”.
واكد أنّ “العمليات ستتوسع وستأخذ بعدًا ونوعية ووتيرة أعلى، ما دامت الهجمة الوحشية على غزة مستمرة.”
واكمل “نحن في المقاومة الإسلاميّة العراقية نعتقد بأنّنا جزء أساسي ومهم وفعال من محور المقاومة، فمنذ بداية الهجمة الصهيونية على غزة تصدّينا وقدمنا الشهداء والتضحيات في طريق الأقصى، لذلك فإن دورنا مفصليّ وأساسي في استهداف المواقع الصهيونية المحتلة في الأراضي الفلسطينية بالمسيّرات والصواريخ بعيدة المدى، وعندما قلنا أننا لن نتخلى عن القدس ولن نتخلى عن فلسطين، فإنّ ذلك ليس مجرد شعارات، إنما عقيدة ثابتة في خطنا ومنهجنا”.
وشدد على أنّ “المقاومة العراقية لم ولن تتغافل عن الداعم الأساسي للصهاينة، أمريكا الشر والإجرام، وفي هذا السياق فنحن مستمرون بقرارنا بتطهير عراق المقدسات من دنس المحتلين”.
واكد ان “المقاومة الإسلامية في العراق ومعها المقاومة في لبنان واليمن وإيران الإسلام سيقفون إلى جانب المقاومة الفلسطينية حتى النهاية ولن يهدأوا حتى تحرير القدس وفلسطين العزيزة إن شاء الله تعالى”.
وقال أمين عام حركة النجباء إنّ “ما حدث في غزة والعالم أثبت صواب رؤية سماحة السيد علي الخامنئي حول زوال هيمنة أمريكا وإنهيار الكيان الصهيوني قريبًا، وما نشاهده اليوم من إقتدار وصمود للمقاومة في العالم هو امتداد لما غرسه الإمام الخميني قدس سره الشريف منذ 45 عامًا، إذ أنه عندما أعلن عن يوم عالمي للقدس الشريف في آخر جمعة من شهر رمضان، فإنه اختار ثلاث مقدسات للمسلمين، وهي شهر الصيام والجمعة والقدس الشريف، ليستنهض عقيدتهم ويحرك إسلامهم لأحقية القضية الفلسطينية”.
إلى ذلك، أعرب الشيخ الكعبي عن أسفه “لأنّ هذه المرحلة كشفت للعيان أنّ غالبية الدول الإسلاميّة التزمت التفرّج بصمت على المجازر في غزة، أما الدول العربية المطبعة فلا تفكر إلا في مصالح الكيان الصهيوني ودعم المحتلين الغزاة ضد أهلهم وناسهم، وما الجسر البري الذي يحرصون على مده للكيان الصهيوني، إلا أوضح دليل على ذلك. فعندما نسمع رواية الرسول (ص) “من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم”، فإننا نصاب بالحسرة والذهول، عندما نجد ما يقارب ملياري مسلم يصومون شهر رمضان ولا يلتفتون إلى أمة مسلمة بريئة، أرضها تُغتصب ويُقتلون بإجرام واستهتار بكلّ القيم السماوية والأرضية، بل إنّ صيامهم لا يذكّرهم حتى بجوع أطفال غزة، والرعب والخوف الذي يصبّه عليهم الكيان الصهيوني في كل ساعة”.
ونبّه الشيخ الكعبي إلى أنّ “الكيان الصهيوني أخرج لنا اليوم تعريفًا جديدًا للإنسان والإنسانية، وأظهر إلى أيّ مدى ممكن أن تصل الوحشية والفظاعة، ففي هذه الحرب نجد ان أمريكا والدول المتحالفة معها قد أرسلت للكيان المسخ أكثر من 30,000 طن من الأسلحة والمتفجرات، فكانت شريكة مع هذا الكيان البشع في جرائمه، فكشفت عن وجهها القبيح للعالم، والذي تحاول أن تغطيه بخداعها بالكيل
بمكيالَين وإنزال بعض المساعدات الجوية على غزة المحاصرة بسلاحهم ودعمهم”.
واعتبر أنّ “هذه المساعدات التي لا تُسمن ولا تغني من جوع، فبعد جرائم الكيان الصهيوني البشعة في غزة بدعم واضح من أمم المثليّة والإنحراف أمريكا والدول الغربية المتحالفة معها انكشف للقاصي والداني زيف إدّعائهم حول حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل فما هم إلا وحوش بشرية تفترس كل شيء، وتنتهك كلّ الأخلاق والحرمات”.
واضاف “إننا نقول العدو الصهيوني وداعمته أمريكا إنّ استخدام جزء محدود جدًا من سلاح المقاومة خلق تحديًا لهيمنتكم، بينما أنتم قمتم بصب كلّ ما في جعبتكم على نساء وأطفال شعب غزة الأعزل، وبعد مُضي ستة أشهر من الحرب لم تتمكنوا من تركيع غزة التي كانت محاصرة منذ عقدين اليوم”.
ولفت الشيخ الكعبي إلى أنّ “الكيان الصهيوني أصبح في حالة ضعف شديد جعلته يرتبك حتى في مواجهة مقاوم فلسطيني واحد يخرج في الضفة أو القدس أو بيت لحم بسلاح فردي، ويهاجم القوات الصهيونية الإرهابية”.
وأكّد أنّ “هروب العوائل الصهيونية المستوطنة في فلسطين، ورجوعهم إلى بلدانهم الأصلية وقناعتهم بأنّ فكرة الأمن في أرض فلسطين ما هي إلا أكذوبة خدعتهم بها الصهيونية العالمية لجلبهم إلى أرض غير أرضهم، لاحتلالها وتهجير أهلها، وكلّ ذلك وغيره يُعتبر علامات واضحة على انهيار الكيان الصهيوني”.
وختم كلمته قائلاً “ان غزة ستنتصر وستداوي جروحها لتعود أقوى من قبل، وستعود القدس وفلسطين لأهلها”.
الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة:
ندد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زيادة نخالة، بالموقف العربي والإسلامي من نصرة غزة، فيما أكّد أهمية توحيد قوى المقاومة في مواجهة مشاريع تفتيت المنطقة.
وحيّا النخالة “أرواح الشهداء في فلسطين وفي كلّ مكان”، وبعث سلاماته إلى “القدس وأهلها وشعب فلسطين المجاهد العظيم وهو يخوض اليوم معركة من أشرف وأنبل المعارك التي خاضتها أمتنا على مدار تاريخها الطويل من أجل القدس وهي معركة طوفان الأقصى”.
ولفت النخالة إلى أنّ معركة طوفان الأقصى “أتت في سياق جهاد شعبنا الفلسطيني لتكون تعبيرًا حقيقيًا وصادقًا في مواجهة العدوان المستمر الذي لم يتوقف يومًا واحدًا على شعبنا ومقدساتنا منذ تأسيس الكيان الصهيوني المجرم وحتى يومنا هذا، وحيث يقف شعبنا الفلسطيني في غزة برجاله ونسائه وأطفاله في مواجهة كلّ قوى الشر في العالم متمثلةً بالكيان الصهيوني وداعميه ومؤيديه وعلى رأسهم أمريكا وكلّ أتباعها”.
ونبّه إلى أنّ شعب غزة عانى “على مدى أكثر من نصف عام من القتل والمجازر الوحشية، وأذهل العالم بصموده وكبريائه وبطولة أبنائه المقاتلين الشجعان الذين يواجهون في الميدان أحدث ما أنتجته صانعة الموت أمريكا من أسلحة وأدوات قتل، ويسيئون كل يوم وكل ساعة وجوه القتَلة الصهاينة في ميادين المواجهة والقتال، رغم الحصار الصعب والمرير الذي يقتل أهلنا وأطفالنا من الجوع، ويمنع عنهم مقوّمات الحياة البسيطة”.
وقال النخالة إنّنا “اكتشفنا في هذه الحرب أنّ إخواننا العرب والمسلمين لا يستطيعون تقديم شربة ماء للعطشى إلا بموافقة إسرائيل ومصادقتها، في حين أن إسرائيل هذه يتم تزويدها بكلّ ما تحتاجه من نفس الدول التي يُمنع عليها تقديم بعض الماء وبعض الطعام لغزة وأطفالها. لذلك قلنا ونقول، إننا نطالب إخواننا العرب أن يعاملوننا كما يعاملون إسرائيل، لأنّ كل ما تحتاجه إسرائيل يأتي إليها من نفس الدول التي تمنع عنا كل شيء”.
وأوضح أمين عام حركة الجهاد أنّنا “لا نسجل عتبًا هنا، ولكننا نظرنا حولنا فوجدنا العدو بحلفائه وعلى رأسهم أمريكا وكلّ من معها وهم على بعد آلاف الأميال يقفون مع الكيان الصهيوني القاتل ويمدونه بكلّ أنواع السلاح وأدوات القتل. ولذلك أكدنا أهمية وضرورة وحدة قوى المقاومة ووحدة ساحاتها وجبهتها في مواجهة مشاريع تفتيت المنطقة لصالح المشروع الصهيوني والتي تجسدت بوقوف المقاومة في لبنان وانخراطها في معركة طوفان الأقصى كتفًا إلى كتف مع مقاتلي فلسطين وكذلك إخواننا في اليمن الذين أبدعوا بحضورهم ومساندتهم لفلسطين وشعبها ومقاومتها، وكذلك الاخوة في العراق وسوريا”.
وناشد النخالة جماهير الأمة العربية والإسلاميّة وأحرار العالم، منبهًا إلى أنّ “التحديات التي نواجهها اليوم واضحة وبيّنة، وإنّ معركة طوفان الأقصى قد ميّزت بين الدول، وما زلنا في منتصف المعركة وعلينا جميعًا أن نبذل كل ما باستطاعتنا من أجل دعم فلسطين والشعب الفلسطيني في كلّ المجالات”.
وفي السياق، نوّه بدور الجمهورية الإيرانية “التاريخي في دعم المقاومة في فلسطين واستمرارها بهذا الدعم على كلّ المستويات، ودورها وتأثيرها في تعزيز وحدة قوى المقاومة وإسنادها.”
كما توجه النخالة في يوم القدس المبارك “بتحية إجلال وإكبار لكلّ مجاهدي شعبنا ومقاتليه العظماء الذين أذلّوا قوات العدو الصهيوني وكسروا هيبته وغطرسته وما زالوا يفعلون. كما أنحني إجلالًا وإكبارًا لأهلنا في غزة ولتضحياتهم التي فاقت وتفوقت على كلّ شعوب الأرض، حيث قدموا نموذجا للبشرية لم يشهدها التاريخ من العز والإباء والشهامة، ولم يتخلوا عن قدسهم ووطنهم وكرامتهم ومنحوا أرواحهم لتبقى فلسطين لنا ولتبقى القدس لنا”.
هذا وحيّا النخالة أيضًا “الأهالي في الضفة الغربية الباسلة برجالها ونسائها وشبابها ومقاتليها الشجعان والبواسل الذين يواجهون بإرادتهم الصلبة وكتائبهم المقاتلة وشهدائهم المباركين قوات العدو على مدار الساعة، ويهاجمونهم في كلّ موقع وكلّ مكان، فهم امتداد حقيقي ومتكامل مع أهلنا في غزة ومقاتليها الشجعان، ولشعبنا المجد ولمقاتلينا النصر”.
ودعا أمين عام حركة الجهاد “لجعل يوم القدس محطة نعزز فيها وحدة شعبنا ووحدة مقاتلينا ووحدة أهدافنا، وإنّنا نؤكد في هذا اليوم المبارك أنّ غزة باقية بأهلها ومقاومة الأبطال، وستبقى علامةً فارقةً في مسيرة شعبنا نحو القدس وستصمد وستقاوم وستنتصر بإذن الله”.
كلمة المقاومة العراقية القاها رئيس تحالف الفتح هادي العامري:
ولفت رئيس تحالف الفتح هادي العامري إلى أن معركة طوفان الأقصى جرفت أوهام التطبيع في المنطقة وفضحت الأساطير التي اتخذها العدو غطاءً لطغيانه ووضعت كل القوى الاستكبارية في دائرة الإدانة باعتبارهم شركاء في النهج الإجرامي.
وفي كلمة المقاومة العراقية خلال فعالية “منبر القدس”، قال العامري إن “يوم القدس العالمي هو يوم لتجديد العهد مع الله ورسوله والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني”، مضيفًا أن “معركة طوفان الأقصى هي القدر الإلهي الذي جرى بعناية منه سبحانه على أيدي عبادٍ ذوي بأسٍ شديد ليحققوا انتصارهم المؤزر ويُعيدوا القضية الفلسطينية إلى الصدارة بعد أن حاول الغرب طمسها”.
وأكد العامري أن أميركا والغرب هما اللذين يقفان وراء جرائم العدو ويمدانه بالمال والسلاح ويقفان وراء إبطال قرارات مجلس الأمن المُدينة لـ”إسرائيل”، مشيرًا إلى أن الإنحياز الأميركي لجانب الصهاينة في حرب غزة “جعلنا أكثر إصرارًا على إخراج قواتهم من بلدنا وتحقيق السيادة الوطنية كاملةً”، مطالبًا بأسرة عالمية لا مكان فيها للطغيان والاستبداد.
وأشار العامري إلى أن الرجال في بلدان محور المقاومة من لبنان وسورية واليمن والعراق وإيران أبوا ترك أهل غزّة ونهضوا بدورهم في نصرة غزّة والاستجابة لاستغاثتها، لافتًا إلى أن للمقاومة في العراق موقفها المتوقّع وهي تشارك في نصرة أهل غزّة بردع العدو، وشدّد على أن “المجاهدين يدفعون الكيان الصهيوني نحو نهايته وها هي التحذيرات داخل الكيان تتصاعد بأنه يواجه تحديات وجودية”.
وتابع أن “القضية الفلسطينية عاشت في وجدان العراقيين مرجعية وحكومةً وشعبًا وكان لمراجعنا حضور بفتاويهم منذ أكثر منذ 70 سنة”، مؤكدًأ أن إرادة المقاومة والتحرر من خنوع هذا الكيان الذليل قد امتدت إلى بلدان منطقتنا وباتت جبهة المقاومة تتسع.
زعيم حركة أنصار الله عبد الملك بدر الدين الحوثي:
اكد قائد أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إن “القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة وهي متميزة، وإن مظلومية الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود من الزمن معروفة في كل العالم، ولم تتحرك أي جهات لإيقاف ذلك الظلم وإعادة الحق لأهله، لا من المؤسسات والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولا غيرها، بل أسهمت في استمرار الاحتلال واستمرار الظلم”.
وأشار السيد الحوثي، إلى أن الخيار الوحيد والناجح لإعادة الحق للفلسطينيين هو “الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو الخيار الذي تحركت على أساسه حركات المقاومة في فلسطين ومعها أحرار الأمة”، إذ “لم تنجح، ولن تنجح أي مسار يعتمد على المقايضة والتفريط بالحق تحت عنوان مفاوضات السلام، وخيار الدولتين وغير ذلك من الأطروحات والمبادرات المشابهة التي ثبت فشلها بشكل كامل”.
وأوضح أنه هذا الخيار هو “الذي أثبت جدواه سابقًا في لبنان بهزيمة العدو الإسرائيلي واندحاره في عام 2000م وانكساره واندحاره وهزيمته في عام 2006، وكذلك اندحاره في ثلاث جولات في غزة، وفشله المخزي والفاضح في عدوانه الراهن الذي يرتكب فيه جرائم الإبادة الجماعية في غزة على مدى ستة أشهر”، دون أن يتمكن من “إنهاء المقاومة ولا استعادة الأسرى ولا إحراز أي صورة للنصر، وإنما صورة بشعة للإجرام”.
وتوجه قائد أنصار الله بالتحية “للإخوة المجاهدين الذين قدموا بصمودهم وثباتهم وصبرهم واستبسالهم أسطورة قل نظيرها في التاريخ البشري”.
ووجّه تحية لعواصم محور الجهاد والمقاومة الذين يجتمعون في فعاليات “منبر القدس”، مؤكدًا أن الشعب اليمني “يقف بكل إمكانياته، ويتحرك في كل المجالات رسميًا وشعبيًا لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ومقدسات الأمة، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف”.
وشدد على ان الموقف الشامل لشعب اليمن الذي “شمل العمليات العسكرية في البحر الأحمر والبحر العربي، وصولًا إلى المحيط الهندي”، قد تجلى لكل العالم، “إضافة إلى القصف بالصواريخ الباليستية والمجنحة إلى جنوب فلسطين المحتلة لاستهداف أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي”، مشيرًا إلى تكامل هذا الموقف الفاعل والمؤثر مع “جبهات الجهاد والمقاومة في غزة ولبنان والعراق، في إطار محور المقاومة”.
وأضاف السيد الحوثي أن منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” اتجهت القوات المسلحة اليمنية لإسناد فلسطين “بكل ما نستطيع، ونسعى باستمرار لتطوير إمكانياتنا الصاروخية والبحرية من أجل إسهام أكبر في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني واستهداف العدو الإسرائيلي المجرم الغاصب”.
واستنكر التقصير الكبير من “المسلمين في الوقوف مع الشعب الفلسطيني الذي هو جزء منهم، واتجاه مقدساتهم في فلسطين”، لافتًا إلى “تواطئ البعض أخيرًا، مع مسار تصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان التطبيع وعنوان صفقة القرن الفاشلة”. وندد بمساندة الدول والحكومات الغربية، وصولًا إلى “الدور الأمريكي الذي بات شريكًا فعليًا مع العدو الإسرائيلي” وشريكًا كاملًا في جرائمه وعدوانه على الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن من واجب الأمة الشرعي والإنساني والأخلاقي، ولمصلحتها، ولمصلحة أمنها القومي “أن تتحرك بجد واجتهاد لإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه بكل الوسائل. وأن تدرك أيضًا أن العدو الإسرائيلي هو عدو للجميع”، مشيرًا إلى أن “الشعب الفلسطيني يخوض معركة الأمة بكلها.. وإلا لكان العدو الإسرائيلي قد تمكن من إلحاق الضرر الكبير ببقية الدول العربية وفي مقدمتها الدول المجاورة لفلسطين التي استهدفها العدو الإسرائيلي سابقًا بعدوانه”.
كما توجه بالتحية والتقدير إلى “الشعب الفلسطيني في القدس ومرابطيه الصابرين في الأقصى الشريف، وإلى أحرار الضفة الغربية المقاومين المجاهدين”، قائلًا إن القضية الفلسطينية هي قضيته الأولى، وأن “شعبنا وبلدنا رسميًا وشعبيًا لن يألوا جهدًا في مناصرتكم”، وإنه “حمل راية الجهاد، وهو يخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ويتصدى للعدوان الأمريكي والبريطاني ويستهدف العدو الإسرائيلي. ويمنع عليه العبور والملاحة في البحر الأحمر والبحر العربي، وصولًا إلى المحيط الهندي”.
وختم بالقول إن “ثباتنا على موقف مساندة الشعب الفلسطيني، باعتباره جزء لا يتجزأ من إيماننا وواجبنا الديني والإنساني والأخلاقي.. هو موقف لا مساومة فيه، ولا تراجع عنه، وسنواصل بالتكامل مع إخوتنا في محور المقاومة العمل لتطوير الموقف، وتعزيز التعاون والارتقاء بالأداء والفعل حتى يتحقق النصر الموعود بإذن الله تعالى”.
رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية:
قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، إن يوم القدس العالمي هذا العام، يمر “في ظل معركة طوفان الأقصى العظيم، وقدسنا يتجاذبها الألم والأمل فهي اليوم في واحدة من أشد مراحلها ظلمًا وقهرًا بسبب العدوان الصهيوني المفتوح على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وعلى أهلها المقدسيين، وإرثها الإنساني”.
واستذكر هنية، وفي بداية كلمته في فعاليات إحياء “يوم القدس العالمي”، الإمام الخميني، قائلًا إن الإمام “جعل القدس ركنًا من أركان الثورة والمقاومة، وغاية سامية متجددة للأمة الإسلامية المجيدة، ونادى بيوم القدس، لتنهض الأمة بواجبها وتوحد قواها، لتحرير القدس والأقصى من براثن الاحتلال الصهيوني الغاصب”.
ووجه هنية تحية لأبناء الأمة الإسلامية، الذي اجتمعوا لإحياء يوم القدس، قائلًا: “أحييكم جميعًا، وأبارك هذه المشاركة الواسعة، وأنتم تجددون فيها عهد الأمة مع القدس والأقصى”. وخاصة مع ما تعيشه القدس من “لحظة تاريخية بعثت فيها معركة طوفان الأقصى المباركة الأمل بأن تحرير القدس وتطهيرها من الغزاة المحتلين حتمية تاريخية، وآية قرآنية، وعهد الرجال مع الله سبحانه”.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إن العدو الإسرائيلي حاول “خلال الأعوام الأخيرة أن يحسم الصراع على أرض فلسطين، من بوابة القدس والأقصى، فجاءته المقاومة من جبهة غزة العزة بطوفان الأقصى، الذي شكّل ضربة إستراتيجية أعادت فيه الصراع إلى طبيعته، وأزالت كل الأقنعة عن الوجوه المتخفية بالسلام الزائف، وأظهرت بوضوح، حقيقة الكيان الصهيوني العدواني الاستئصالي وجرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية”.
ولفت إلى أن العالم يرى “جرائم الاحتلال اليوم في غزة والضفة، والقدس، التي يتعداها إلى استهداف شعبنا وشعوب أمتنا في المنطقة خارج فلسطين، متحديًا كل القوانين، والأعراف الدولية والإنسانية”.
وتوجّه هنية إلى الشعب الفلسطيني وإلى الأمة العربية والإسلامية ومواكب المقاومين في الأمة وإلى أحرار العالم، في هذا اليوم، أثناء خوض معركة التحرر من قيد العدو الإسرائيلي بخمس رسائل.
أولًا: وجه رسالة إلى الشعب الفلسطيني، وخاصة أهالي قطاع غزة، قائلًا: “منذ أكثر من 100 عام، وشعبنا يقدم أغلى التضحيات في سبيل نيل حريته وإزالة الاحتلال الصهيوني عن أرضه. فقد قدم، وما زال قوافل ومواكب الشهداء، وأفنى الآلاف من شعبنا سنوات طويلة من أعمارهم في سجون الاحتلال. وعان أهلنا الحصار والدمار والجدار والنزوح واللجوء، وكل أصناف الإجرام الصهيوني”.
وأشار إلى أن غزة اليوم تقدم “صفحة مجيدة من صفحات الأمة، وعنفوان جهادها ومقاومتها التي لا تستكين، مهما بلغت وحشية الاحتلال وإرهابه والمجازر اليومية، وحرب الإبادة الجماعية التي تُرتكب، لكن المقاومة تواصل الثبات في الميدان، وتقاوم العدو في كل محاور القتال في معركة خالدة تؤكد أنها عصية على الاقتلاع. ومستمرة في القيام بواجبها، في الدفاع عن شعبها”.
وأكد هنية أن “هذه الدماء المباركة ومواكب الشهداء في كل أنحاء القطاع بل على مدى جغرافية الوطن، إنما تزيدها قوة وإصرارًا وبأسًا وعنادًا”. مشيرًا إلى أن “الله قد أكرم فلسطين بشعب وفي، كان على قدر اصطفاء الله له، لحمل أمانة الأنبياء. الذين صلّوا جميعًا في المسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج”. و”هذا ما تجلى في هذه المعركة المجيدة معركة طوفان الأقصى”.
وهنّأ فلسطين “بشعبها وبأمتها” قائلًا: “إن شعبا بمقدار تضحيات شعبنا وبطولاته وكرامته وعزته وصموده ومقاومته، لهو أعزّ ما تملكه فلسطين. وان هذا الشعب المجاهد، الصابر العظيم. يستحق أن تكون على قدر تضحياته، كل مكونات هذه الأمة”.
وتعهد هنية، مع حركات المقاومة على أرض فلسطين، بأن “نكون مؤتمنين على تضحيات هذا الشعب وتطلعاته بالحرية واستعادة أرضه وحقوقه، مهما كلفنا ذلك من ثمن”، مؤكدًا أن “قيادة المقاومة تقف في مقدمة الصفوف، لتشكل النموذج والقدوة في تقديم الشهداء والصبر والجهد الدؤوب، حتى يأذن الله بنصره والعودة وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس”.
وأكد هنية أن كل الأوهام والأساطير التي صنعها العدو الصهيوني لنفسه، ولجيشه وقدرته، “قد سقطت في هذه المعركة”. حيث “خرجت نخبته، وكثير من حلفائه للحديث عن الأزمة الوجودية التي يواجهها الكيان”.
وأوضح أنه “مما لا شك فيه، أن توحش العدو الصهيوني الذي نراه اليوم، كان نتيجة إدراكه عدم قدرته في البقاء ككيان غاصب ومحتل، في مواجهة الشعب الفلسطيني الثائر، الذي يأبى فكرة الاستسلام والتنازل عن فلسطين”، رغم كل محاولات التطبيع التي جرفها “طوفان الأقصى”.
ثانيًا: وجّه رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية، قائلًا: “إن العدوان الصهيوني على شعبنا ومقدساتنا لم يكن ليستمر ويصل إلى هذه الدرجة من الوحشية، لولا الغطاء الأمريكي الآثم”، بل والمشاركة الأمريكية المباشرة والفعلية لجرائم العدوان العدوان الإسرائيلي على شعب فلسطين.
وشرح هنية الدعم الأمريكي: “عبر تزويد الاحتلال الصهيوني بآلاف الأطنان من الأسلحة الفتاكة والقنابل والصواريخ والطائرات، ودعمه بعشرات المليارات والموقف المنحاز الظالم والـ”فيتو” المستمر في مجلس الأمن على مدى أيام الحرب”. مؤكدًا أن استمرار عدوان الاحتلال إنما جاء بسبب هذا الدعم الأمريكي وبعض دول الغرب “للأسف الشديد”.
ودعا شعوب الأمة إلى “جبهة جماهيرية شعبية، تقف في وجه جبهة الاحتلال ومن معه، وتضع حدًا لهذا العدوان وتسند معركة التحرير التي يخوضها شعبنا اليوم في كل ساحات الوطن”.
وبارك هنية “كل الجهود التي يقدمها أبناء أمتنا نصرة لغزة وفلسطين، قائلًا لهم: “أنتم عزوتنا وظهرنا، وعمقنا. وما هو مطلوب لرفع الظلم عن غزة و وقف العدوان عليها أكبر بكثير مما هو قائم اليوم من جهود مقدرة”.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، متوجهًا إلى الشعوب العربية والإسلامية، بكل مؤسساتها ومنابرها وأحزابها، وقواها الحية، إن “أبطال غزة وفلسطين كسروا حاجز الخوف. وحطموا الرهبة الزائفة من هذا الاحتلال، وقدموا النموذج الملهم للبطولة والتضحية والفداء”، و”نحن أمام فرصة تاريخية لإلحاق هزيمة مدوية بالمشروع الصهيوني وحلفائه”.
ثالثًا: وجّه رسالة إلى “قوى المقاومة في أمتنا”، قائلًا: “لقد وحدت هذه المعركة المباركة صفوف أبناء الأمة. وتجلى أعظم مشهد لهذه الوحدة في وحدة الساحات والجبهات من فلسطين إلى لبنان في اليمن والعراق. بدعم وإسناد من الجمهورية الإسلامية في إيران”.
وأشار إلى أن قوى المقاومة قالت كلمتها، فـ”نحن أمة لا نسكت على ضيم، ولا نرضى بظلم، ولا نقبل باغتصاب حقوقنا، ولا ولن نقبل أن يستفرد العدو بغزة العزة. ومن هنا، فإنني أحيي كل السواعد والعقول. في قوى المقاومة المشاركة في القتال المباشر إلى جانب المقاومة الفلسطينية”.
وترحم هنية على الشهداء الذين ارتقوا من “هذه الأقطار العربية والإسلامية العزيزة، طوال الشهور الماضية، من الذين انخرطوا في المواجهة مع العدو نصرة لغزة، وإسنادًا لها في وجه هذه الحرب الإجرامية”.
وندد هنية بالجريمة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي على أرض سوريا أخيرًا. وأدت إلى “استشهاد كوكبة من قادة فيلق القدس في الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع ارتقاء عدد من أبناء سوريا الشقيقة في هذا العدوان الغادر”.
رابعًا: وجه رسالة إلى أحرار العالم، قائلًا: “لقد أحيا طوفان الأقصى فلسطين في قلوب ملايين الأحرار حول العالم. فكانت فعالياتكم أيها الأحرار تثلج صدورنا، وتخفف عن شعبنا آلام الخذلان والعدوان”. موضحًا: “لقد أعطيتم الأمل بأن الضمير الإنساني العالمي ما زال حيًا، ويرفض الظلم والعنصرية”.
وأشاد هنية بما قامت به دولة جنوب أفريقيا، “من دور رائد في رفع الدعوة القانونية في لاهاي، وبدء محاكمة قادة هذا الكيان على فاشيتهم وجرائمهم التي يرتكبونها في غزة. وتحقيق العدالة في هؤلاء القتلى، الذين لطالما تم التغطية على ما يرتكبونه من مجازر وفظائع على مر التاريخ”.
وطالب هنية من الضمير العالمي أن يرفض أي غطاء أو مظلة للاحتلال الإسرائيلي، كي يكون “تحت سيف العدالة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”. مشيرًا إلى تقدير “موقف كل الدول، التي وقفت بحزم مع حقوق شعبنا وضد العدوان على غزة الحبيبة في مجلس الأمن وكل الهيئات الدولية المختلفة”.
وبارك “مواصلة التفاعل والتضامن مع أهلنا في غزة” في مختلف دول العالم، داعيًا إلى تصعيد الفعاليات وتكثيفها والضغط على حكومات البلاد لتنحاز إلى جانب الحق الفلسطيني.
خامسًا وأخيرًا، تحدث هنية بشأن مفاوضات وقف العدوان على غزة، قائلًا إن الاحتلال الصهيوني لا يزال “يراوغ ويتعنّت ولا يستجيب لمطالبنا العادلة من أجل وقف الحرب والعدوان”. موضحًا أن “حكومة الاحتلال مصرة على استمرار هذا العدوان. وإنما يهم نتنياهو ومن معه، هو البقاء على كرسي الحكم لأطول مدة ممكنة”.
وفي هذا السياق، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”: “إننا متمسكون بمطالبنا المتمثلة بالوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة والعودة الكاملة للنازحين إلى أماكن سكنهم، وإدخال كل المساعدات اللازمة لأهلنا في غزة، وإعمار القطاع، ورفع الحصار، وإبرام صفق