أخبار فلسطين المحتلة

ما مصير اتفاق غزة؟ وهل ستنقذ خطة ترامب للتطبيع حكم نتنياهو؟

ما مصير اتفاق غزة؟ وهل ستنقذ خطة ترامب للتطبيع حكم نتنياهو؟

يحاول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو رسم مسار استثنائي من خلال رحلته إلى الولايات المتحدة الأميركية. مسارٌ له خلفياته، كذلك الذي سلكته طائرته للوصول إلى واشنطن “تجنباً للمجالات الجوية لدول أعلنت تنفيذ أمر اعتقاله”، على خلفية الإبادة التي ارتكبها جيشه طوال أكثر من خمسة عشر شهراً في قطاع غزة.

في التفاصيل، فإنه بحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن نتنياهو يهدف من زيارته إلى واشنطن “الحصول على تعهد أميركي بإنهاء حركة حماس”، وهذا الهدف يفرض تساؤلات كبرى حول مصير مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار في القطاع (كان من المفترض أن تبدأ اليوم الاثنين أي في اليوم الـ 16 من وقف اطلاق النار، لكن نتنياهو أجّل إرسال وفده لحين عودته)، وبالتالي مصير من تبقى من أسرى صهاينة لدى المقاومة الفلسطينية، إذ قالت عائلاتهم إن عليهم رفع الصوت قبل “تلاعب مخرب الصفقات (أي نتنياهو) بترامب كما خدع بايدن للنجاة بالائتلاف الحكومي”.

تأتي هواجس عائلات الأسرى كانعكاس واضح للواقع السائد حالياً داخل الكيان والذي يشكّل حديث العديد من وسائل إعلام العدو.

وفي السياق، قالت “هآرتس” إن حكومة نتنياهو “قد تتفكك بالذهاب نحو مرحلة ثانية من الصفقة”، وأن الأخير سيحاول عرقلتها من خلال فرض شروط على طاولة المفاوضات ترفضها “حماس”، خصوصاً في ظل ما نقلته صحيفة “فايننشال تايمز” عن مصدر مقرب من حكومة العدو قوله إن “تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة لم تكن مفاجئة”، وأن “فكرة تهجير سكان غزة لم تخطر لترامب فجأة، و”إسرائيل” كانت على علم بأنه سيطرحها”، مشيراً إلى أن “”إسرائيل” والولايات المتحدة متوافقتان وتنسقان في ما بينهما”.

ويبدو استنتاج “هآرتس” الأخير مبنياً على العديد من الوقائع. أولاً “عدم اتخاذ نتنياهو بعد قراراً بإرسال وفد التفاوض إلى الدوحة لبدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية”، كما أكدت “يديعوت أحرنوت” العبرية.

ثانياً، وبحسب الصحيفة نفسها، “تقديرات بأن يعين نتنياهو الوزير رون ديرمر رئيساً لوفد التفاوض بدلاً من رئيس الموساد، وهو إضعاف متعمد للمستوى المهني في المفاوضات لصالح المستوى السياسي”، المقرب من رئيس وزراء الاحتلال.

ثالثاً، فإنه وبحسب “يديعوت أحرنوت”، فإن نتنياهو سيلجأ إلى فرض شروط على طاولات المفاوضات، يعلم مسبقاً رفض المقاومة لها وبالتالي افشال المضي قدماً بالصفقة، “كنفي قادة حماس ونزع سلاح المقاومة في غزة والإفراج عن جميع الأسرى”.

وفي الاطار نفسه فإنه “من المفترض أن تنسحب “إسرائيل” من محور فيلادلفيا في اليوم الـ 50 لكنها لن تفعل دون تفاهمات على استمرار الصفقة”، بحسب “يديعوت أحرنوت”.

بدوره، نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤولين صهاينة قولهم إن “مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرهون بنتائج اجتماع ترامب ونتنياهو الثلاثاء”، وأن “عدم التحرك نحو المرحلة الثانية من الاتفاق قد يعني استمرار الحرب في غزة عاما آخر”.

لكن وبالرغم عم ما يُحكى عن عرقلة رئيس وزراء العدو الاتفاق إرضاءً لائتلافه الحكومي، أورد تقرير لهيئة البثّ الإسرائيلية العامة “كان 11″، نشرته مساء أمس الأحد، أن “نتنياهو تحدّث مع رؤساء أحزاب ائتلافه الحكوميّ، قبيل زيارته للولايات المتحدة بشأن إمكانية تحقيق تقدّم كبير في محادثات التطبيع مع السعودية”، بحسب قول الهيئة العبرية، التي عزت ذلك إلى أن “نتنياهو يأمل من خلال القيام بذلك، أن ينجح في دفع شركائه إلى تقديم التنازلات المختلفة، التي سوف تكون مطلوبة في إطار الاتفاق المُحتمل مع الرياض”، ومنها المضي قدماً باتفاق وقف اطلاق النار في غزة.

كما أضاف تقرير هيئة البث أن رئيس حكومة العدو “يسعى في البداية إلى إزالة التهديدات التي تواجه مستقبل الحكومة، والتي أطلقها شركاؤه في الائتلاف”.

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم في حديث للصحافة، أن هناك “تقدماً” فيما أسماه المحادثات حول الشرق الأوسط مع “إسرائيل” ودول أخرى.يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه صحيفة “هآرتس”، في تقرير نشرته بوقت سابق أن الرئيس الأميركي، ورئيس حكومة الاحتلال، “قد يعلنان عن تقدم في مسار التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية، خلال اللقاء الذي يجمع بينهما في واشنطن، يوم الثلاثاء المقبل”.

وأضافت أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عمل على تنسيق الصياغة الدقيقة للإعلان المحتمل بين الأطراف المعنية، في إشارة إلى “تل أبيب “والرياض، حسب تعبير الصحيفة الاسرائيلية.

يُذكر أنه من المقرر أن يستقبل ترامب نتنياهو في البيت الأبيض، الثلاثاء المقبل، ضمن زيارة تمتد حتى الخميس المقبل. ومن المقرر أن يعقد نتنياهو سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة، من بينهم المبعوث إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

وقال والد أسير صهيوني محتجز لدى المقاومة في غزة، إنه “تمّ رفض طلبه بالانضمام إلى رحلة رئيس الحكومة بنامين نتنياهو”، قائلاً “لكنني في طريقي إلى واشنطن لمحاولة لقاء الرئيس الأميركي ترامب”.

وفي وقت سابق قالت “هآرتس” الإسرائيلية إن “عائلات الأسرى تخشى من نية نتنياهو إفشال اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.

المصدر: المنار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى