مقالات

التوتر بين أمريكا والكيان الصهيوني وإيران نحو مواجهة عسكرية وشيكة وفاء بهاني

منذ معركة طوفان الأقصى، تكثّف واشنطن والكيان الصهيوني حملاتهما الإعلامية لتقديم إيران كأكبر تهديد إقليمي، متهمينها بدعم المقاومة في غزة والضفة ولبنان والعراق واليمن، ومساعيها لتعزيز نفوذها الإقليمي وتطوير قدراتها النووية. وفي هذا السياق، يسعى بنيامين نتنياهو إلى ترسيخ صورة إيران كعدو رئيسي، في محاولة لحشد الدعم الدولي ضدها.

إيران، بصفتها الركيزة الأساسية لمحور المقاومة، تواجه ضغوطًا متعددة، بدءًا من العقوبات الاقتصادية الخانقة، ومحاولات زعزعة استقرارها الداخلي، وصولًا إلى التصعيد العسكري ضد حلفائها. فخلال الأشهر الأخيرة، صعّدت واشنطن والكيان هجماتهما على حزب الله، مستهدفين بنيته التحتية وقياداته، في محاولة لضرب قدراته التنظيمية وتقليص نفوذه. كما استُهدفت حاضنته الشعبية لضرب التأييد الداخلي له، بالتوازي مع تحولات سياسية في سوريا أعادت تموضعها بعيدًا عن محور المقاومة، ما منح الاحتلال فرصة لتعزيز الحصار على الحزب ومنع الإمدادات العسكرية والمالية الإيرانية إليه.

في المقابل، تتعرض طهران لضغوط غربية متزايدة، إذ وجّهت واشنطن تهديدات مباشرة، مطالبةً بوقف برنامجها النووي وتفكيك منظومتها الصاروخية، بالإضافة إلى وقف دعمها لحركات المقاومة. ورغم محاولات الضغط عبر وسطاء إقليميين، رفضت إيران أي تنازلات، مؤكدة تمسكها بسيادتها واستعدادها للردّ على أي اعتداء.

على الصعيد الدولي، سعت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف غربي ضد طهران، بينما تحركت إيران لتعزيز تحالفها مع روسيا والصين، في مواجهة محاولات العزل السياسي والاقتصادي.

التصعيد لم يقتصر على إيران وحزب الله، بل امتد إلى اليمن، حيث شنت واشنطن ولندن، بمشاركة صهيونية غير معلنة، غارات مكثفة على صنعاء وصعدة وذمار، ردًا على حصار المقاومة اليمنية للملاحة المتجهة إلى الكيان عبر البحر الأحمر، مما كبّد الاحتلال خسائر اقتصادية فادحة.

في ظل هذه التطورات، يبدو أن المنطقة على أعتاب مواجهة عسكرية واسعة، حيث تستمر واشنطن والكيان في محاولات كسر محور المقاومة، بينما تؤكد إيران وحلفاؤها استعدادهم للردّ على أي تصعيد، ما يجعل السيناريوهات مفتوحة على مزيد من التوتر والتصعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى