خاص

مونديال العالم في أرض العرب بقلم وفاء بهاني

مونديال العالم في أرض العرب

بقلم وفاء بهانيمونديال العالم في أرض العرب بقلم وفاء بهاني

 

والان بعد أن اُسدل الستار عن البطولة الأعظم والأغلى وتوج بها أعظم من يستحقها. بعد أن هدأت الأعصاب المشدودة طوال شهر بأكمله وبعد أن غمرت الفرحة نصف هذا الكوكب إن لم يكن أكمله.

كان من المهم بالنسبة لي أن ادون بعض الكلمات عن هذا المونديال العظيم كلمات ستبقى للذكرى..

“مونديال العالم في أرض العرب”

لقد كان مونديال المفاجآت أو مونديال العجائب كما يحلوا للبعض تسميته. فسوف يذكر التاريخ أنهُ في أرض العرب جبال نجد حجبت شمس الأرجنتين ونسور قرطاج دفنوا الديوك. وأن كوريا واليابان ذهبتا بعيدًا وعلى حساب الكبار وأن الكاميرون غلبت راقصوا السامبا..

والأهم والحدث الذي سيُفرغ له التاريخ صفحات عديدة أن أسود الأطلس أبناء المغرب العربي الكبير حلقوا بنا بعيدًا بعيدًا جدًا. وأن مونديال العالم في أرض العرب أصبح مونديالًا للعرب حقيقًة لا مجاز. وواقع يُعاش بعد أن كان يومًا ما حلمًا ضبابي صعب الحدوث.

في قطر وبفضل كرة القدم إتحد الدم العربي وفار وامتزج. لا خلافات ولا حدود، الفرحة واحدة والحلم واحد عربي يُنجز فيعلوا هتاف كل العرب وكأنها حُنجرة واحدة هتاف يعلوا ويعلوا حتى يصل حد السماء وأعناق تُرفع ودموع تنهمر..

في قطر وبدون أدنى مشقة علم العالم أن المسلمون ليسوا برابرة يمشون حفاة ويحملون بأيديهم الهراوات. بل وجدوا الآمان الذي نحلم به ويحلمون. وجدوا الكرم والتضامن والرحمة والتسامح والمبادئ رأو بأعينهم ماذا تعني العائلة لنا وأين منزلة “الأم” والمرأة في ديننا، أدرك الملاين أن ذلك حقًا هو ديننا السوي وأن ما سواه يخالف الدين وبفعل ساستهم.

وفي قطر إنتصرت الفطرة السلمية الفطرة اللي شرعها الله وخاب وذُل واندحر من دعم خلافها.

 في قطر رُفع علم قضيتنا فلسطيننا ورأه العالم أجمع وعلم أننا لا ولن ننسى. وفي قطر أُذل بني صهيون وكل من خضع لهم

لقد انتصر المبدأ ولأول مرة نكون نحن من يفرض قانونه

انتصر الحلم

 

في هذا المونديال العظيم مونديال الحالمون إنتصر الحلم وتحقق ليثبت لنا أنه هناك حقًا نهايات سعيده ونور ينتظرنا في آخر النفق.

ولأن قطر كانت البطل الأول في هذا العُرس الكروي كانت أيضًا لها الكلمة الأخيرة ليكتب التاريخ أن أمتع وأعظم نهائي بالإضافة إلى أن أعظم مونديال شهده التاريخ كان في أرض العرب.

وفي النهاية نحن عُشاق المُستديرة مُنحنا إنتصاران لا واحد.

الأول رضوخ حلم بطل طفولتي وتتوجه بالذهب بعد رحلة طويلة جدًا لم نيأس ولو للحظة فيها.

والآخر إنتصار قطر إنتصار الشرق إنتصار العرب كافة والمسلمون عامة.

 هو إنتصار وهبنا فرحة شاسعة لنا نحن المتعطشون للفرح حتى إن بدت تلك الأفراح بائسة وهزيلة للبعض، إنتصار ينظم لانتصاراتنا القليلة جدًا وهزائمنا المُرة و.. الكثيرة جدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى