اللاجئون المنسيون .. مخيم جرش

اللاجئون المنسيون .. مخيم جرش
وفاء بهاني
تناقض واضح جدا بين مدينة جرش الأردنية بجبالها الجميلة المحيطة بالمدينة التي تحتضن آثاراً رومانية قديمة وبين مخيم جرش للاجئين الفلسطينيين ، الذي يشهد أوضاعاً معيشية مزرية.فهو يبعد عن هذه الاطلال مسافة 5 كلم فقط.
أقيم مخيم جرش، المعروف محليا باسم مخيم غزة، كمخيم “طارئ” عام 1968 لإقامة 11500 من اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة نتيجة للحرب الإسرائيلية عام 1967. تبلغ مساحته 750 ألف متر مربع. في أعقاب 1967، أقامت الوكالة بسرعة مرافق للتغذية الإضافية الجماعية وخدمات الصحة البيئية والخدمات الصحية والتعليم في مدارس الخيام. وتم إغفال خطط الوكالة لتوفير خيام أقوى تتحمل الشتاء القارص من اجل بناء مساكن جاهزة، وبين عامي 1968-1971، تم إنشاء 2000 مسكنا بتبرعات من لجنة التبرعات الطارئة للشرق الأدنى.
يقطن نصف سكانه تقريبًا ، داخل منازل بنيت من الطوب مسقوفة بألواح معدنية “زينكو”.لا شك أن الذي يزور مخيم جرش “غزة”، يجده يعاني من مشاكل كبرى، لا مجال لحصرها، مدارسه مكتظة بشكل كبير جداً بالطلاب، ففي كل صف هناك ما يقارب 50 تلميذاً.
ناهيك عن طريقة تنظيم المخيم، والتي ساهمت بزيادة المشاكل، حيث ينحصر سكانه في مساحات معينة، لا مجال للخروج منها أو تطويرها.
هذا إلى جانب غياب المشاريع والمبادرات عن المخيم، مما كان لها كبير الأثر بارتفاع نسبة البطالة بين سكانه، الذين لا يكترث لأمرهم.
الوضع القانوني، والسياسي، لسكان المخيم أثر على الوضع الاقتصادي والاجتماعي لأبناء المخيم من حيث ارتفاع نسبة البطالة بين سكانه، وتدني مستوى الدخل للفرد، اضافة على انخفاض نسبة التعليم الجامعي بشكل ملحوظ بين ابنائه، وهذا الأمر يدعو إلى الدراسة، لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تحول دون استكمال أبناء المخيم لدراستهم الجامعية.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فإن “أكثر من 24 الف لاجئ مسجل فيها من مخيم جرش، حيث يضم المخيم 4 مدارس في مبنيين يعملان بنظام الفترتين، مركز توزيع أغذية واحد، مركز صحي واحد، مركز تأهيل مجتمعي واحد، مركز واحد للبرامج النسائية، ومكتب تطوير للمخيم.
هذه الصور السلبية وأكثر، تميز مخيم جرش اليوم، جاءت نتيجة غياب المسؤولين عن المخيم، وعدم اكتراثهم.
اللاجئون المنسيون